منتدى الإغاثة والبناء يفتتح عدد من الوحدات السكنية وتسليمها لذوي الاحتياجات الخاصة في مأرب
أبريل 29, 2024
منتدى الإغاثة والبناء يقيم ورشة بعنوان: تطوير مركز CRB للإعلام الإنساني في مأرب
مايو 8, 2024
منتدى الإغاثة والبناء يفتتح عدد من الوحدات السكنية وتسليمها لذوي الاحتياجات الخاصة في مأرب
أبريل 29, 2024
منتدى الإغاثة والبناء يقيم ورشة بعنوان: تطوير مركز CRB للإعلام الإنساني في مأرب
مايو 8, 2024
تقرير | مركز CRB للإعلام الإنساني
يعيش النازحون في اليمن وضعًا مأساويًا بالغ الصعوبة والتعقيد، وتتفاقم معاناتهم يومًا بعد آخر، نتيجة تصاعد الحرائق التي تجتاح أعداد من مأوي النازحين بمختلف المخيمات والمناطق اليمنية المكتظة بمواقع النزوح، التي تسببت بها الحرب المستمرة في اليمن لأكثر من تسع سنوات، وخلّفت أثارًا كارثية على الإنسان اليمني.
 وشهدت المخيمات اليمنية خلال الأشهر الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في حالات الحرائق، مما أدى إلى خسائر مادية كبيرة وتشريد مئات العائلات النازحة الهاربة من الحروب والنزاعات، والذي يعود جزئياً إلى الظروف الجوية القاسية والحارة والاستخدام غير الآمن لموارد الطاقة مثل الكهرباء والمواقد العشوائية داخل المساكن المكونة أغلبها من الخيام والشبكيات، القابلة للاشتعال.
 خاصة في فصل الصيف بحرارته المرتفعة الذي يحل ضيفًا ثقيلًا على النازحين في المحافظات اليمنية الذين يعيشون أوضاعا مأساوية في الخيام وبيوت الصفيح، والتي تعجز هذه الخيام عن مقاومة حر الصيف، وتعتبر عرضة للانهيار بفعل الأمطار الموسمية والعواصف، ويفتقر نازحو المخيمات لأدنى مقومات الحياة، منها شح المياه، إضافة إلى اهتراء الخيام وانتهاء عمرها الافتراضي.
 
نازحو مأرب.. النصيب الأكبر
 وكان لنازحي محافظة مأرب النصيب الأكبر من المعاناة التي تجشّم النازحين عناؤها، ونال منها الألم والأسى بمختلف فئاتهم وأعمارهم، حيث تؤوي المحافظة ما يزيد عن مليوني نازح، كما تشير تقارير الأمم المتحدة بأنّ محافظة مأرب تحتوي على ثلثي النازحين اليمنيين، كأكبر محافظة يمنية يعيش فيها النازحين وتشكل نسبتهم 62 في المائة من إجمالي أعداد النازحين في اليمن.
 ويوجد بمأرب 204 مخيماً للنازحين وعددهم إثنين مليون و59 ألفاً و752 نازحاً، وهناك 87 ألف أسرة بحاجة إلى غذاء، و142 ألف أسرة بحاجة إلى مأوى ومواد غير غذائية، وفق التقرير السنوي للوحدة التنفيذية لإدارة النازحين بمأرب.
 وتتكرر في كل صيف هذه المعاناة، مع ارتفاع درجات الحرارة خاصة داخل الخيام، الأمر الذي يجبرهم معظم النازحين على البحث عن حلول تخفف معاناة أطفالهم خوفاً من تهديد حياتهم في الخيام التي لا تقيهم تغيرات المناخ وتعرّض مساكنهم لخطر الحرائق.
إحصائيات وبيانات
وخلال الربع الأول من العام 2024م، سجلت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب، منذ يناير وحتى بداية شهر أبريل (34) حريقًا أسفر عن إصابة (4) أطفال، أرجعت أسبابه إلى أنّه مع ارتفاع درجات الحرارة، يضطر النازحون إلى استخدام المكيفات بتشبيك كهربائي عشوائي، مما يعرض خيامهم لخطر الحرائق.
 بحسب الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب، فقد بلغ عدد الحرائق في العام 2023م، 219 حريق، تسبب بوفاة (6) أشخاص، وإصابة (22) شخصًا آخرون بينهم أطفال ونساء، بينما بلغ عدد الحرائق في العام 2022م، 114 حريق، تسبب بوفاة (14) شخصًا، وإصابة (19) آخرون بينهم أطفال ونساء، أيضًا، فيما بلغ عدد الحرائق في العام2021م، 102 حريق تسبب بوفاة (6 ) أشخاص، وإصابة ( 11 ) آخرون، وفي العام 2020م بلغ عدد الحرائق (66) حريقًا تسبب بوفاة (5) أشخاص، وإصابة ( 12) آخرون غالبيتهم من النساء والأطفال.
وبالتالي يكون إجمالي الحرائق التي حدثت خلال الـ 4 سنوات الماضية ما يزيد عن 535 حريقًا، في المخيمات، مسببةً وفاة (31) شخص، وإصابة (68) شخصًا، بينهم نساء وأطفال، مما شكّل وضعًا مأساويًا لدى غالبية النازحين القاطنين في المخيمات المخصصة للنزوح، والتي تعتبر مخيمات مهترئة ومعرّضة للاشتعال والتلف في أي لحظة.
 وتترك الحرائق آثاراً كارثية على النازحين، حيث تُدمر مساكنهم المتواضعة وتؤدي إلى خسائر فادحة في الممتلكات الشخصية والموارد الأساسية مثل الماء والغذاء والدواء والوثائق الشخصية والملكية. كما تتسبب في إصابات بالغة وحتى خسائر بشرية، خاصة في ظل غياب التدخل السريع والفعال لإخماد النيران وإنقاذ المتضررين.
 يقول عبدالعزيز عبدالإله (44 عامًا)، وهو أحد الناجين من إحدى الحرائق التي حدثت في مخيم مأرب القديم، وأبعد الحريق عن مسكنه بعد جهد كبير، “إنّ الحريق الذي حدث في المخيم سبب له معضلات كثيرة، وزادت من حدّة معاناته التي يعيشونها هو أسرته، نتيجة النزوح والفقر وزيادة الحاجة إلى أبسط الأشياء الضرورية، وخلّف أضرارًا بالغة في مسكنه”.
 وتابع النازح “عبدالعزيز”، حديثه لـ “مركز CRB للإعلام الإنساني” عن تفاصيل حادثة الحريق في المخيم وتداعياتها المدمّرة، وعن رحلة نزوحه من صنعاء إلي تعز، ومن ثم إلى مدينة مأرب، ليستقر به الحال في إحدى المخيمات بين العديد من الأسر التي تعيش على مساحة صغيرة من الأرض، بمساكن ضيقة ومتلاصقة، ليكونوا عرضة لمخاطر الحرائق التي فتكت بالكثيرين خلال السنوات الماضية.
 “رضوان” أصبح وحيدًا بين ثنايا المسكن، لا يملك ما يؤوي به أسرته بعد أن التهم الحريق مسكنه، وأبقاه يعاني مرارة النزوح ومغبّة الكارثة التي حلّت به وبالكثيرين من النازحين في “مخيم مأرب القديم” الذي اشتعلت فيه النيران على إثر ماس كهربائي.
 
معضلة المأوى الطارئ
 في هذا الصدد يقول مسؤول الإيواء في الوحدة التنفيذية للنازحين في مأرب، أحمد القفيلي، في تصريحات صحفية: “إنّه لدينا في محافظة مأرب 201 مخيمًا، توزع في مديريات المدينة، ورغوان والوادي وحريب، والأسر الساكنة في هذه المخيمات أكثر من 75% منها تسكن في مأوى طارئ، وهذا المأوى الطارئ مكون من الخيام، أو من الشبكيات التي تغطيها الخيام، والمواد والطرابيل الممزّقة، ومعظمها يوجد فيها مواد قابلة للاشتعال، فسرعان ما تحصل الحرائق إذا حدثت شرارة من طفل، أو كهرباء أو شيء”.
 وأضاف “القفيلي” في التصريحات الصحفية، أنّ غالبية الأسر لا تمتلك مطابخ، ويكون المطبخ في السكن نفسه، أو يكون المطبخ قريبًا من السكن، ونتيجة للوضع الاقتصادي، والوضع الصعب الذي تعيشه الأسر النازحة والمجتمع، تعتمد الأسر على الطبخ بواسطة الحطب، مما يؤدي إلى نشوب الحرائق، إلى جانب الشبكة العشوائية للكهرباء”. وأردف بالقول: “يستخدم غالبية النازحين أسلاكا رديئة في الشبكة العشوائية للكهرباء، بسبب الوضع الاقتصادي، ولا يوجد معهم خبراء تسليك، ولا فنيين كهربائيين يقومون بعملية التسليك”.
 من جانبه يقول مدير التنسيق في الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين محمد السعيدي “إن الحرائق تحدث بمخيمات النزوح في مأرب نتيجة الضغط الكبير على الكهرباء، لافتاً إلى أن أكبر خطر يهدد المخيمات يتمثل في خطوط التيار الكهربائي، إذ يلجأ النازحون إلى وصله بطرق عشوائية ومكشوفة، وبعض الوصلات تكون متدلية على الأرض وقريبة من حركة الناس”.
دور المنظمات الإنسانية
يظل الوضع في المخيمات على المستوى الوطني، بالغ التعقيد والصعوبة في ظل الحوادث المتكررة التي تصيب النازحين بمختلف فئاتهم ومناطقهم، مالم تكثّف المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في اليمن من جهدها في توفير الدعم اللازم للنازحين، واستبدال المأوى الطارئ لغالبية النازحين، خاصة في التجمعات الأكثر ازدحامًا وكثافة، إلى مأوى انتقالي أكثر ديمومة وأكثر أمانًا” كما يقول مراقبون للوضع الإنساني في اليمن.
ويشدد الدكتور عزالدين مثقال مدير عام منتدى الإغاثة والبناء، في حديثه لـ “مركز CRB للإعلام الإنساني” على ضرورة عمل الحلول التي من شأنها توفير الحماية للنازحين من هذه الكوارث التي تهدد حياة المئات من الأسر بمختلف المناطق اليمنية المكتظة بالنازحين نتيجة الحرب الدائرة في البلاد لأكثر من تسع سنوات”. داعيًا المنظمات الدولية والمؤسسات المحلية إلى إيجاد حلول مستدامة ومقاومة للحرائق في مخيمات النازحين.
 وأكد “مثقال” لـ “مركز CRB للإعلام الإنساني”، على أهمية دور المنظمات الإنسانية الدولية في التخفيف من خطر الحرائق المحدّق بالنازحين، بالإضافة إلى المعضلات التي تعيشها الأسر في المخيمات، نتيجة الوضع المعيشي والاقتصادي الصعب، وكذا دور الجهات الرسمية في تحسين مستوى الخدمات العامة المقدمة للنازحين، مثل: توصيل الكهرباء بالطرق الصحيحة والسليمة، التي تعتبر من أهم المسببات لاشتعال الحرائق في المخيمات، إلى جانب الكثير من الأسباب والتداعيات”.