الوحدة الصحية في مخيّم الست بمأرب.. أمل النازحين الوحيد

تسببت الحرب في اليمن، المستمرة لأكثر من ثمان سنوات، بتفاقم الوضع الإنساني وتدهور القطاع الصحي، وخلّفت عبئًا كبيرًا على المراكز الصحية العامة في مختلف مناطق اليمن، خاصة المناطق التي تستضيف النازحين بمختلف الفئات الاجتماعية.

حيث يعيش النازحون في محافظة مأرب، وضع مأساوي صعب، ويفتقرون إلى الحدّ الأدنى من الخدمات الصحيّة، نتيجة هذا التدهور واستمرار النزاع في البلاد، لا سيما في المخيمات البعيدة عن الخدمات الطبية.

ظلّت فكرة الحصول على الخدمات الطبية في مخيم الست (شمال مدينة مأرب)، حلمٌ يراود كل الأسر التي تعيش في المخيم، مع تفشي الأمراض المعدية وانتشار الحميات في أوساط النازحين، للكثير من الأسباب والتداعيات.

تقول الشابة “أمينة محمد” وهي نازحة من محافظة الجوف، أرملة وأم لثلاثة أولاد، “الحرب أخذت مننا كل شيء، وزادت الأمراض من معاناة أولادي”، وتواصل “أمينة” حديثها: بالقول: “وصلت إلي هذا المخيم مع وأولادي قبل حوالي ثلاث سنوات، ولم نجد حتى حبة علاج، وكل المراكز الصحية بعيده عن هذا المخيم ولم نسطع الوصول إليهم، نتيجة افتقارنا إلي قيمة المواصلات وتكاليف العلاج”.

وأضافت “أمينة محمد”، “أصبحت الأمراض تفتك بنا من كل الجوانب، وانقطعت بنا الآمال تمامًا، حتّى علمنا عن قدوم منتدى الإغاثة والبناء لتأسيس مركز صحي قريب من خيامنا التي نعيش فيها، وعاد الأمل الذي كنا نبحث عنه طوال سنوات النزوح التي عشناها في المخيم”.

وبدعم من جمعية “كير فور أوذرز” و “جمعية عائلة الإغاثية”، قام منتدى الإغاثة والبناء CRB ببناء مركز صحي ثابت في مخيّم الست (شمال مدينة مأرب) لضمان حصول الفئات الاجتماعية الأشدّ ضررًا، من النازحين، على الخدمات الصحيّة، عبر حلول دائمة ومستدامة، وإسهامًا من المنتدى للتخفيف من الأعباء التي يواجهها قطاع الصحة ورفع وتحسين فرص الحصول على الخدمة الصحية بشكل مستقر في مخيمات النزوح.

ومنذ افتتاح المركز الصحي بمخيم الست في شهر نوفمبر 2022م، أصبح الآن باستطاعة الشابة “أمينة” والأسر النازحة في المخيم، الحصول على الخدمات الصحية بكل سهولة، وأصبح المركز يتلقى الحالات المرضية بشكل يومي.

وخلال فترة افتتاح المركز حتى نهاية شهر نوفمبر من العام 2023م استقبل المركز الصحي ما يزيد عن 3700 شخص، وتلقوا خدمات الرعاية الصحية في المركز.

يقول ” عبدالله محمد” وهو أحد سكان المخيّم، “إنّ الوضع الذي عاشته الأسر في المخيم قبل انشاء المركز الصحي، صعب جدًا، وكانت تتضافف الأمراض وتتفاقم، نتيجة بُعد المراكز الصحية عن المخيم، وعدم قدرة البعض على تكاليف السفر وتحمل تكاليف العلاج، مما يفاقم الوضع الإنساني لديهم”.

 ويتابع “عبدالله محمد” حديثه بالقول: “ولكن اليوم بعد بناء المركز الصحي، جعل الوضع أسهل، وقرّب لنا المسافات، وسهل لنا الكثير من التحدّيات التي كنا نواجهها في الجانب الصحي، وخاصة في فصل الشتاء التي تكثر فيه الأمراض وتزداد وتيرتها على الأطفال وكبار السن.

ويواصل منتدى الإغاثة والبناء، دعم إمدادات المركز الصحي في مخيم الست شمال مدينة مأرب، وتزويده بالمتطلبات الدوائية لضمان استمرار تقديم الخدمات للنازحين، منذ افتتاحه وحتّى الآن، وفي تواصل مستمر مع المانحين لاستقطاب الدعم يضمن استمرارية العمل فيه.

وفي ظل الوضع الذي تعيشه الأسر في مخيمات النازحين يقوم منتدى الإغاثة البناء وشركاؤه بتنفيذ العديد من البرامج الصحية في العديد من المناطق اليمنية لضمان حصول الفئات الاجتماعية الأشدّ ضررًا على الخدمات الصحية، وتشمل مشاريع تزويد المراكز الصحية بالأدوات والأجهزة الطبية، وتشغيل العيادات، وكثير من الخدمات في الجانب الصحي.

*تمّ تغيير الأسماء لغرض الحماية