منتدى الإغاثة والبناء ينفذ مشروع توزيع 500 سلة غذائية في تعز
يوليو 15, 2025
منتدى الإغاثة والبناء.. حضور إنساني واسع خلال النصف الأول من العام 2025م
يوليو 23, 2025
منتدى الإغاثة والبناء ينفذ مشروع توزيع 500 سلة غذائية في تعز
يوليو 15, 2025
منتدى الإغاثة والبناء.. حضور إنساني واسع خلال النصف الأول من العام 2025م
يوليو 23, 2025
أمينة أحمد، امرأة في السابعة والخمسين من عمرها، أرملة وأم لخمسة أطفال، عانت كثيرًا بسبب النزوح والمعاناة. تقول: “حسّيت أني رجعت أم من جديد”. تعكس هذه الكلمات رحلة من الألم إلى الأمل.
كانت أمينة تعيش حياة بسيطة في قريتها بمحافظة ريمة، حيث كانت تجمع الحطب وتبيعه لتأمين لقمة العيش. تتذكر تلك الأيام بحنين: “كنا نعيش على قد حالنا، نشتغل ونتعب، بس مستورين”. لكن الحياة انقلبت رأسًا على عقب عندما اقترب القتال من قريتهم. 
تروي أمينة بتأثر: “الأسعار ولّعت، وانقطع الشغل، والوضع صار يخوّف.. قلنا نهرب بحياتنا قبل لا يفوت الأوان”. انتقلت مع أطفالها إلى مخيم الكنطيرات في مأرب، حيث عاشوا في خيمة تفتقر إلى الحماية من الشمس والمطر. 
عندما هطلت الأمطار، جرفت كل ما تبقى لهم من أمل. تقول بحزن: “المطر خرّب كل شيء.. الخيمة، الأغراض، حتى الأكل اللي معنا راح”. اضطرت أمينة للخروج يوميًا تسأل الناس عن لقمة أو كسرة خبز، وتضيف بعينين مليئتين بالدموع: “ما في شيء يوجع القلب مثل لما تشوفي عيالك يناموا جوعانين.. وتكوني عاجزة، ما بيدك شيء”.
ثم جاء الدعم النقدي كيد ممدودة في لحظة يأس. بدعم من صندوق التمويل الإنساني في اليمن (YHF) وتنفيذ منتدى الإغاثة والبناء (CRB)، منح هذا المشروع أمينة فرصة للوقوف مجددًا. 
تتذكر أمينة تلك اللحظة: “أول ما استلمت الفلوس، رحت السوق. اشتريت دقيق، واشتريت تنور صغير. جلست أخبز بيدي لأولادي. ساعتها حسّيت أني رجعت أم من جديد، حسّيت أني موجودة، أني أقدر أوقف على رجلي”.
منذ ذلك اليوم، بدأت حياتها تستعيد بعض الأمان. “الفلوس مش بس فلوس.. كانت كأن في أحد قال لي: إحنا حاسين فيك، وبنشوفك”. اليوم، تشتري أمينة الطعام والماء وبعض احتياجات أطفالها من نفس الدعم.
تقول بفخر: “ما عد أضطر أطلب من الناس.. وجهي مرفوع، وأولادي يشبعوا قبل يناموا”. 
رغم التحديات، ما تزال أمينة تقاوم، وتتمسك بما تبقّى من كرامتها. تختتم حديثها بعبارات ملهمة: “الحياة صعبة، بس لما أشوف عيالي شبعانين ومبسوطين، أحس الدنيا ما زالت بخير”.
قصة أمينة ليست مجرد حكاية أم نازحة، بل شهادة حية على كيف يمكن لمساعدة إنسانية بسيطة أن تعيد لامرأة كرامتها، وتمنحها فرصة لتبدأ من جديد.