شاهد| لحظات الفرح التي صُنعت على وجوه الأطفال والنساء في المخيمات من خلال مشروع الأضاحي للعام 1446هـ
يونيو 23, 2025
جلسة توعية في عدن حول إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة بتنفيذ من منظمة هانديكاب
يوليو 13, 2025في بلد أنهكته سنوات الحرب، وحوّلت الأعياد إلى أيام عادية مثقلة بالحرمان، وفي موسم عيدٍ يمرّ على اليمنيين كغيمة محملة بالمعاناة، كان هناك بصيص نور امتد من قلوب محبة في أنحاء متفرقة من العالم، ليحط في ثمان محافظات يمنية ويمنح آلاف الأسر لحظة فرح، وإحياء لمعاني العيد في قلوب أنهكها الحزن.
وكان لمشروع الأضاحي الذي نفذه منتدى الإغاثة والبناء (CRB) للعام 1446هـ، تأثيرٌ استثنائي في حياة عشرات الآلاف من الأسر اليمنية. حيث استهدف المشروع أكثر من (77,952) أسرة فقيرة ونازحة، موزعة في ثمان محافظات يمنية: حضرموت، مأرب، تعز، عدن، لحج، أبين، المهرة، والحديدة.
يقول “أبو مقداد”، وهو نازح من الحديدة ويعيش مع أطفاله في مخيم السويداء بمحافظة مأرب:
“لم أكن أتوقع أن أتمكن من الحصول على أضحية في العيد، كنا نعتقد أن هذه الأشياء أصبحت من الماضي، لكن عندما جاءت قافلة الأضاحي، شعرت أن العيد عاد إلينا، وعاد الفرح إلى وجوه أطفالي”.
وأضاف: “أشعر أن قلبي امتلأ بالطمأنينة، لم يكن العيد طعامًا فقط، بل شعور أن الخير لا يزال موجودًا”. مشيرًا إلى الأثر النفسي والاجتماعي الذي تركه مشروع الأضاحي حتى لما بعد أيام العيد.
لم يكن “أبو مقداد” وحده من استعاد شعور العيد بفضل هذا المشروع؛ بل مثله الآلاف من الأسر اليمنية التي لم تكن تملك سوى الدعاء في صمت، وفي كل محافظة مرّ بها فريق المشروع، كانت هناك قصة تنتظر أن تُروى، ووجوه أنهكتها القسوة تتطلع إلى بصيص فرح.
فقد حرص منتدى الإغاثة والبناء على أن تتم عملية توزيع المضروع بدقة، مستهدفًا الأسر الأشد احتياجًا، مع مراعاة كرامة المستفيدين، وتم تنفيذ المشروع وفق آلية منظمة، تضمن وصول الدعم في الوقت المناسب، وفي بيئة آمنة تحفظ للمستفيدين خصوصيتهم واحترامهم، للتخفيف من العبء النفسي والاقتصادي عن كاهل الآلاف من هذه الأسر.
وشكّل مشروع توزيع الأضاحي جسرًا من الأمل، امتدّ من أيادٍ معطاءة إلى قلوب أنهكها الحرمان، وحمل في طيّاته رسالة صادقة مفادها أن الإنسانية لم تُفقد، وأن العطاء حين ينبع من القلب، يصنع فرقًا حقيقيًا في حياة الناس، ولم تكن لحوم الأضاحي مجرد وجبة على موائد الأسر في أيام العيد، بل كانت دعمًا نفسيًا واجتماعيًا لهذه الأسر التي تفتقر إلى أبسط المقومات، في ظل المعاناة الإنسانية التي تعيشيها البلاد.