أمين عام منتدى الإغاثة والبناء يستقبل رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي في مأرب
نوفمبر 13, 2024منتدى الإغاثة والبناء يشارك في برنامج تدريبي حول تعزيز “الترابط الثلاثي” بعدن
نوفمبر 19, 2024قصة نجاح | مركز CRB للإعلام الإنساني
يعيش أحمد وأخته سعيدة مع أسرتهما البسيطة في بيت صغير في إحدى قرى مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، ظروف الحرب والوضع الاقتصادي المتردي أثرت بشدة على أسرتهما، كأي عائلة تعتمد على الزراعة وتربية الماشية، وجدا نفسيهما يشتركان في العمل لإعانة أسرتهما على متطلبات الحياة، حيث اضطرا إلى ترك المدرسة لمساعدة والدهم في رعي الأغنام، لتلبية احتياجات أسرتهم الأساسية إلى جانب والدهما.
أحمد (12 عامًا) كان يحلم دائمًا بأن يصبح طبيبًا يساعد أهل قريته الذين يعانون من نقص في الخدمات الصحية، أما سعيدة (10أعوام)، فكانت تحلم بأن تصبح معلمة تساهم في نشر العلم في قريتها التي تفتقر للعديد من الوسائل التعليمية، ومع ذلك، بدأت أحلامهما تتلاشى شيئًا فشيئًا مع تزايد مسؤولياتهما، حتى بات يومهما مقسمًا بين رعي المواشي ومساعدة الأسرة، ولم تعد لديهما الأدوات المدرسية الكافية للعودة إلى المدرسة.
ومع بداية العام الدراسي زار فريق من منتدى الإغاثة والبناء CRB قرية احمد وأخته سعيدة، في إطار مشروع دعم التعليم في اليمن الذي ينفذه المنتدى بدعم من وقف الديانة التركي، حينما وصل الفريق إلى منزلهما استقبلهما بكل حزن وألم على الحال اللذان وصلا إليه نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب الذي حال دون التحاقهم بالمدرسة، ولكن سرعان ما انقلب هذا الحزن إلى سعادة غامرة عندما علموا أن الحقيبة المدرسية ستكون من نصيبهم، ونصيب 500 طالب وطالبة من الحالات المشابهة لـ أحمد وسعيدة بمحافظة الحديدة، و5 آلاف حقيبة بست محافظات يمنية أخرى.
لم تكن الحقيبة مجرد مجموعة من الأدوات المدرسية، بل كانت تمثل فرصة حقيقية للعودة إلى المدرسة، لكل الطلاب المستفيدين من هذا المشروع في محافظات: حضرموت، وعدن، ومأرب، وتعز، والحديدة، والمهرة”، والتي احتوت على دفاتر، وأقلام، وألوان، وأدوات هندسية، وزي مدرسي متكامل وكل ما يحتاجه الطالب ليبدأ عامه الدراسي بكل نشاط وحيوية وهمّة عالية نحو التعليم والتميّز والتفوق.
أحدثت الحقيبة المدرسية فرقًا عظيمًا في حياة الأسر المستفيدة، ولم يعد الآن الأطفال يمضون كل وقتهم في رعي الأغنام، بل أصبح لديهم وقت للدراسة، والذين كانوا يشعرون بالقلق من ضياع مستقبل أطفالهم، أصبحوا أكثر تفاؤلًا، وأدركوا أنّ دعم تعليم أحمد وسعيدة والحالات المشابهة قد يغير حياتهم وحياة الأسر بأكملها.
هذا المشروع لم يعيد أحمد وسعيدة إلى المدرسة فحسب، بل ألقى بظلاله الإيجابية على المجتمعات المستفيدة، فقد بات الأهالي يرون الأمل في مستقبل أبنائهم، وأدركوا أن التعليم يمكن أن يكون وسيلة لتحسين حياتهم حتى في ظل أصعب الظروف، كما زرع الثقة بين الأطفال، فقد باتوا يشعرون بأن هناك من يهتم لأمرهم، وأن الجهود التي يبذلها منتدى الإغاثة والبناء في دعم التعليم قادرة على إحداث فرق حقيقي في حياتهم.
قصة أحمد وسعيدة تجسّد ما يمكن أن تحققه المشاريع الإنسانية في دعم الأطفال الذين فقدوا الأمل في التعليم، وبفضل هذا المشروع، عاد النور إلى حياتهم، وتجددت أحلامهم، وأصبحوا مثالًا حيًا لأطفال قريتهم ولكل طفل يحلم بمستقبل أفضل، فمشروع الحقيبة المدرسية لم يكن مجرد حقيبة وأدوات مدرسية، بل كان جسرًا إلى مستقبل أفضل للطلاب في المجتمعات الأشد تضررًا سواءً في منطقة الخوخة أو المناطق الأخرى التي شملها المشروع.