منتدى الإغاثة والبناء يوزع مساعدات إغاثية عاجلة للمتضررين من الأمطار في الحديدة
أغسطس 12, 2024
منتدى الإغاثة والبناء يشارك في ورشة تدريبية حول المعايير الإنسانية بعدن
أغسطس 18, 2024
منتدى الإغاثة والبناء يوزع مساعدات إغاثية عاجلة للمتضررين من الأمطار في الحديدة
أغسطس 12, 2024
منتدى الإغاثة والبناء يشارك في ورشة تدريبية حول المعايير الإنسانية بعدن
أغسطس 18, 2024
تقرير | مركز CRB للإعلام الإنساني
يغدو الطفل “هيثم” كل صباحٍ صوب نقطة توزيع المياه التي تمدها مؤسسة إنسانية بالمياه عبر الصهاريج، في مخيم النزوح الذي يسكن فيه مع أسرته ويحمل على ظهره الأواني البلاستيكية، الذي اعتاد على جلب الماء بها هو وأخوه، لتغطية احتياجاتهم من مياه الشرب والاستخدام المنزلي.
 الطفل هيثم محمد، نازحٌ في مخيّم الصمدة بمحافظة مأرب، يكابد المعاناة من أجل توفير المياه لأسرته، ويمر بصعوباتٍ جمّة في أثناء ذهابه بين أشعة الشمس لجلب الماء، نتيجة الزحام الحاصل على هذه النقطة، وبالكاد يستطيع الحصول على كمية تكفيه مع أسرته خلال اليوم.
 عائلة هيثم واحدةٌ من مئات الآلاف من الأسر اليمنية التي تفتقر إلى مياه نظيفة وصحية صالحة للشرب والاستخدام، نتيجة المعاناة المستمرة التي ترافق اليمنيون، وضاعفتها الحرب الدائرة في البلاد لأكثر من تسع سنوات، حيث أحدثت الحرب أزمة اقتصادية جعلت الأسر عاجزة عن توفير متطلبات الحياة الأساسية، لا سيما المياه النقية التي تحتاج إلى مبالغ باهظة في الحصول عليها، ولم يعدّ بمقدورها الشراء، فتضطرها إلى الاعتماد على مياه السبيل المعرّضة لمخاطر التلوث.
وعلى الرغم من المعاناة المستمرة التي تؤرق اليمنيين في الحصول على المياه، إلا أنّ توافرها بكمياتها القليلة وغير الكافية أصبحت مصدر قلق للسكان، لارتباطها بكثير من الأوبئة التي قد تسببها؛ نتيجة احتمالية تلوث مصادرها، وشحة المياه النقية والصحية بين المواطنين، خاصة في المدن اليمنية التي تعاني كثافة في أعداد النازحين مثل مأرب وتعز.
 
المياه في مأرب
في هذا الصدد، يتحدث نائب مدير مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة مأرب ناصر عبد ربه السعيدي، عن أنّ هناك أمراض كثيرة تسببها المياه غير النقية للمواطنين، ويدعّم حديثه بـ على سبيل المثال لا الحصر، عندك مرض الكوليرا الذي يعتبر أكبر وأول سبب له هي المياه الملوثة، غير الأمراض الأخرى مثل التسممات الغذائية أو التربخات في المعدة، وأيضًا أمراض كثيرة من ضمنها الأملاح الكلوي أو الفشل الكلوي أحيانًا يكون سببه المياه الملوثة، وقد تكون أحد أسباب مرض الجدري، وأيضًا التهابات الكبد البائضة بعض الأحيان تكون أسبابها المياه الملوثة”.
 وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية، بأنّ تلوث المياه وتردي خدمات الصرف الصحي يرتبط بانتقال أمراض مثل الكوليرا والإسهال والزحار والتهاب الكبد A والتيفود وشلل الأطفال. ويعرّض انعدام خدمات المياه والصرف الصحي أو عدم توافرها بالقدر الكافي أو سوء إدارتها صحة الأفراد لمخاطر يمكن تلافيها. وينطبق ذلك بصفة خاصة على مرافق الرعاية الصحية حيث يُعرَّض المرضى والموظفون لمزيد من مخاطر الإصابة بالعدوى والمرض عندما تنعدم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية”. وفق موقع المنظمة على الإنترنت.
 وأضاف “السعدي” في حديثه لـ “مركز CRB للإعلام الإنساني” بالقول: “إنّ كل ما شرب الناس والمواطنين أو حصلوا على مياه نظيفة وصالحة للشرب كانت صحتهم أفضل بكثير جدًا، لأنه كما هو معروف أنّ جسم الإنسان مبني على 75% على المياه، وإذا كانت المياه صحية ستكون الناس صحيحة جدًا، وإذا كانت المياه ملوثة فحتمًا ستكون صحة الناس غير جيدة وفي حالة غير مستقرة ولن تخلو من الأمراض الكثيرة التي قد تسببها”. وفق تعبيره.
 وأردف نائب مدير مكتب الصحة بمحافظة مأرب، “أما كيف تحصل على مياه نقية، فذلك مرتبط أحيانًا بالصرف الصحي الموجود في المدن وفي الأرياف، خاصة تلك المناطق التي تعتمد على مصادر المياه من الآبار، التي قد تكون قريبة من المجاري، أو تتغذى عليها في أغلب الأحيان.
 وبالتالي نحن بحاجة إلى عمل محطات تحلية للمناطق التي تعاني صعوبة الحصول على المياه النقية، ومن ضمنها مأرب التي تحتوي على عدد كبير من النازحين، وكذلك عمل حلول جذرية لاستبدال الوايتات (صهاريج المياه) التي تمد الأحياء بالمدن، لأنها مصدر المياه الملوثة وتعتبر من أكثر الأشياء التي قد تكون خطيرة على السكان ونقل الأمراض التي تحتويها المياه. على حدّ قوله.
 وتابع: “هناك نقطة مهمة يجب علينا الانتباه لها من أجل الحصول على مياه صحية ونقية، وهي كلورة المياه وتعقيمها، وهذه يجب على المنظمات الإنسانية والعاملة في المجال الإغاثي توفيرها وتزويدها للناس، وكذلك انشاء محطات التحلية، وتوفير الخزانات الكبيرة والواسعة، خاصة في مجتمعات النازحين، لسلامتهم من أي أمراض قد تسببها المياه الملوثة”.
 
تفاقم المشكلة
وكثير من المناطق في اليمن تعاني من تلوث المياه، أو تعريضها للتلوث للكثير من الأسباب والتداعيات التي فرضها الواقع المرير على هذه المناطق، نتيجة استمرار موجات النزوح واعتمادهم على مصادر غير آمنة وعرضةً للتلوث. حيث تشهد هذه المشكلة تفاقمًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة وتزادا مخاطرها على المجتمعات.
وفقًا لتقدير منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف فإن نحو 16 مليون يمني (أكثر من نصف السكان)، لا يحصلون على المياه النظيفة، وأنّ اليمن يعاني من محدودية الوصول إلى المياه حتى قبل الأزمة التي تعيشها البلاد منذ ما يقرب من تسع سنوات، إذ أنّ وصول السكان إلى المياه النظيفة بلغ 51 بالمائة، وهي النسبة التي انخفضت في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.
 
معاناة السكان في تعز
يقول مسؤول الإعلام الصحي في مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة تعز، تيسير السامعي، “إنّ الحرب أثرت بشكل كبير جدًا، على حصول السكان على المياه النظيفة والصالحة للشرب”. موضحًا أنها -الحرب- عطلت التنمية وكثير من المشاريع التي كانت الدولة تقوم بها من أجل توفير المياه النقية للمواطنين، حتى على مستوى الأرياف هناك عجز في المياه، وأصبح التلوث الآن مشكلة اضافة إلى المشاكل التي يعاني منها السكان في محافظة تعز”.
 وأشار “السامعي” في حديثه لـ “مركز CRB للإعلام الإنساني” إلى أنّ أهم التحديات التي تواجه محافظة تعز في الحصول على المياه النظيفة، انقطاع الطرق الرئيسية التي تربط أماكن توفر المياه بمناطق السكان، خاصة منطقة “الحوقلة” (شمال المدينة) التي تعدّ المصدر الأول لتغذية المدينة بالمياه”.
 وتابع: بالتالي لجأ السكان للحصول على مياه عن طريق الصهاريج (الوايتات) من منطقه الضباب وهذا يشكل مشكلة كبيرة جدًا؛ لأنه تخزين المياه داخل الخزانات أو الأوعية البلاستيكية (الدبب) ارتبط بمسالة انتشار حمى الضنك وهذا شكل تحديًا للسكان في المحافظة”.
 وعن التهديدات التي تمثلها المياه الملوثة على حياة السكان، أضاف “السامعي” في حديثه لـ “مركز CRB للإعلام الإنساني”، بالقول: “إنّ تلوث المياه له مخاطر كثيرة جدًا” مشيرًا إلى أنه يؤدي إلى انتشار كثير من الأمراض، مثل: الإسهالات المائية الحادة، والكلى، وغيرها من الأمراض المنتشرة بهذا السبب”.
 وأردف مسؤول الإعلام الصحي في مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة تعز، أنّه تم فحص كثير من الأبار في المحافظة وظهرت أنها سبب وجود الجرثومة والكوليرا، وهذه أحد المشاكل التي اليوم يعاني منها السكان في اليمن”.
 مؤكدًا أنّه من المهم أن يعمّ السلام في البلاد، حتى تتحلحل مشاكل المياه المرتبطة بالصراع، لا سيما فتح الطرقات وتوفير مصادر المياه الآمنة والصحية، وكذا إصلاح شبكة المياه المتهالكة في المدينة، داعيًا المنظمات الدولية والمحلية العاملة في المجال الإنسانية إلى الاهتمام بمشاريع تنقية المياه، وتوعيه المواطنين بكيفيه التنقية وتوفير مصادر مستدامة للمياه النقية”.
 وتعمل المنظمات أيضًا على تعزيز الأنظمة الحكومية لتخطيط خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية وميزانيتها وتنفيذها ومراقبتها من خلال الاستراتيجيات والخطط الوطنية المحدثة وبناء قدرات الموظفين الحكوميين. وفق تصريح خاص لـ مركز CRB للإعلام الإنساني من منظمة اليونيسف.
لتحميل التقرير بملف PDF (اضغط هنا)