إعلان توظيف | مساعد متابعة وتقييم
يوليو 10, 2024
منتدى الإغاثة والبناء.. إنجازات مثمرة خلال النصف الأول من العام 2024م
يوليو 14, 2024
إعلان توظيف | مساعد متابعة وتقييم
يوليو 10, 2024
منتدى الإغاثة والبناء.. إنجازات مثمرة خلال النصف الأول من العام 2024م
يوليو 14, 2024

 تقرير | مركز CRB للإعلام الإنساني

تتزايد حاجة الناس في اليمن إلى مياه الشرب ومياه صالحة للاستخدام يومًا بعد آخر، في ظل اشتداد الجفاف وشحة المياه في البلاد، والتي تعتبر من أكثر بلدان العالم مواجهة لشحة المياه، نتيجة الآثار الشديدة للجفاف والتوترات الناجمة عن تأمين المصادر الكافية، مما ينتج عنها صعوبة في حصول الأسر على المياه النظيفة للشرب، مخلفةً آثار سلبية على الفرد والأسرة، ويؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن بين المجتمعات.

 

ومع بداية الصراع في اليمن منذ ما يزيد عن تسع سنوات، تضاعفت معاناة المواطنين في الحصول على المياه، وتفاقمت أزمة حصولهم على مصادر آمنة للمياه، للكثير من التداعيات التي حالت دون تأمين مصادر المياه للمواطنين، وما رافق الحرب من تداعيات كارثية وأزمات على المواطنين اليمنيين، في مختلف الجوانب، والتي خلّفت في مجملها العديد من المعاناة وفاقمت من احتياجاتهم.

 

بحسب منظمات “الأمم المتحدة” فإنّ ما يزيد عن 15.3 مليون يمني، أي أكثر من نصف السكان، لا يحصلون على مياه كافية ومأمونة ومقبولة للاستخدامات الشخصية والمنزلية، بما في ذلك الشرب والطهي والصرف الصحي، ويحتاج ما يزيد عن 11.2 مليون شخص للحصول على مياه الشرب النظيفة وخدمات المرافق الصحية.

 

وفي تصريح منظمة اليونيسف، عن تساؤل مركز CRB للإعلام الإنساني، فإنه يفتقر ما يقرب من 40% من سكان اليمن إلى إمكانية الوصول إلى خدمة المياه الأساسية، وترتفع هذه النسبة إلى ما يقرب من 50% في المناطق الريفية.

 

وأشارت اليونيسف إلى أنّ “اليمن هي واحدة من أكثر البلدان التي تعاني من ندرة المياه في العالم وتعاني من إجهاد مائي مرتفع للغاية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الكثير من البنية التحتية للمياه قد تضررت أو أصبحت في حالة سيئة بسبب الصراع الطويل وعدم الاستقرار السياسي في البلاد”.

 

نازحو اليمن أشد معاناة

لم تقتصر المعاناة الشديدة على اليمنيين في الحصول على المياه، بل ضاعف النزوح الذي خلفته الحرب في اليمن، من المعاناة المريرة، وجعلتهم يعيشون بين جحيم الحرب ونار البحث عن مصادر المياه في مختلف المناطق اليمنية التي طالتها الحرب، وتسببت في تشريد ونزوح الأهالي من موطنهم الأصلي، إلى المخيمات التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، لا سيما المياه النظيفة والأمن الغذائي وسبل العيش.

 

الحاج سعد محسن (57 عام) وهو نازح في محافظة مأرب، واحدًا من ملايين النازحين الذين نالت الحرب منهم وجعلتهم يعيشون الأمرّين، مرارة النزوح، والبحث عن مصادر المياه النظيفة الذي تؤمن الشرب لهم ولأفراد أسرهم في المخيمات التي يقطنوها.

 

وصل عدد النازحين في اليمن إلى ما يقارب 4 مليون نازح داخليًا، يتوزعون على 13 محافظة، وهي عدن ولحج الضالع، أبين، تعز، الجوف، مأرب، شبوة، حضرموت، المهرة، سقطرى، الحديدة وحجة، وينتشرون في 646 مخيمًا و927 تجمعًا سكانيًا في 105 مديريات، حتى العام 2023 وفق الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين. وتشمل احتياجاتهم المأوى والمواد غير الغذائية، والمياه والإصحاح البيئي واحتياجات الصحة والتعليم والحماية.

 

يتحدث الحاج “محسن” بألم شديد عن المعاناة التي يعيشها نتيجة انعدام المياه في المخيم الذي يعيش فيه، قائلًا: “لم نكن نتوقع هذه المعاناة التي نعيشها هنا بعد كل المشقة التي تحملناها بسبب الحرب، الذي اضطرنا للنزوح من منازلنا، لنواجه مآسٍ كبيرة لا توصف”.

 

ويضيف الحاج سعد محسن لـ “مركز CRB للإعلام الإنساني”، “أنّه يضطر إلى جلب الماء عبر صهاريج بسبب عدم توفر المياه الكافية التي تغطي الاستهلاك اليومي، مما يسبب مشاكل صحية لأسرهم، كون أغلبها مياه ملوثة -حدّ تعبيره- ناهيك عن ارتفاع أسعار هذه الصهاريج، والتي شكّلت عبئًا إضافيًا لما نعانيه في المخيمات من نقص مصادر الدخل، وتفاقم الوضع المعيشي”. كما يقول.

 

أعباء معيشية إضافية

تحمُّل النفقات الباهظة للحصول على المياه تنعكس سلبًا على كل مناحي الحياة للمواطنين اليمنيين، وتضيف أعباء إلى أعباءهم في مختلف الجوانب، وكل ما زادت نفقات شراء المياه عبر الصهاريج المخصصة لذلك زادت حدّة المعاناة في الوضع المعيشي، خاصة لمجتمعات الأشد تضررًا.

 

يقول عبدالله هديس مدير مركز CRB للإعلام الإنساني، “إنّ مشكلة المياه باتت تؤرق الكثير من اليمنيين، خاصة مجتمع النازحين، مع اشتداد وتيرة الصراع في اليمن لأكثر من تسع سنوات، مما خلّف أزمة إنسانية كبيرة، عصفت بالكثيرين من أبناء المجتمع اليمني”.

 

وأضاف “هديس” أنّ هذه المشكلة أثّرت على اليمنيين بمختلف أطيافهم، وأثرت على كل مناحي الحياة العامة، نتيجة عدم قدرة الأسر على الحصول على مياه الشرب، أو القدرة على توفيرها من خلال المصادر المتاحة، كـ شراء الصهاريج”. معزيًّا أسباب ذلك إلى تضاعف الأعباء الاقتصادية وتدهور الأوضاع المعيشية بين أوساط اليمنيين.

 

الأطفال أكثر معاناة

بدلًا من الذهاب إلى المدرسة يضطر ملايين الأطفال في اليمن إلى السعي بحثًا عن الماء، كما هو الحال في أغلب المناطق اليمنية، ولأنّ اليمن واحد من أكثر البلدان فقراً في المياه في العالم، ويعاني ملايين السكان من نقص حاد في المياه النظيفة والصالحة للشرب، فهذه الأزمة تؤثر بشكل خاص على الأطفال، الذين يضطرون إلى السير مسافات طويلة والمخاطرة بحياتهم لجلب المياه لأسرهم، بدلاً من الذهاب إلى المدرسة والحصول على التعليم الذي يستحقونه.

 

وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، “فإنّ أكثر من 16 مليون شخص باليمن، بما في ذلك 8.47 ملايين طفل، يحتاج بشكل عاجل إلى المساعدة للوصول إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة، وإلا فهم معرضون لخطر متزايد من سوء التغذية والظروف الأخرى التي تهدد حياتهم”. مؤكدةً، أنّ هناك مليوني طفل نازح يعيشون في أكثر الظروف غير الصحية في 15 محافظة يمنية”.

 

وتشير تقارير حقوقية إلى أنّ العديد من الأطفال يتسربون من التعليم بسبب جلب الماء لأسرهم، خاصة في المناطق التي تشهد مواجهات مسلحة وحصاراً. ففي مدينة تعز مثلاً، ينتشر مئات الأطفال في شوارع المدينة محملين بجالونات ويذهبون لجلب المياه من المساجد أو الآبار أو النوافير، معرضين أنفسهم للخطر من القناصة والقذائف والألغام الأرضية. 

 

وبحسب نتائج مسح حكومي نفذه الجهاز اليمني المركزي للإحصاء بالتعاون مع منظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة في اليمن، أظهر أنّ نصف أطفال البلاد لم يلتحقوا بالمدارس منذ بداية الحرب، وأنّ نصف الملتحقين يتسربون من مراحل التعليم الأساسي والثانوي.

 

كما أظهرت البيانات التي جاءت وفق المسح العنقودي متعدد المؤشرات أنّ 6 فقط من كل 10 أفراد من أفراد الأسرة لديهم مياه شرب متوافرة بكميات كافية، و4 فقط من أصل 10 أفراد من أفراد الأسرة لديهم إمكانية الوصول إلى مصادر المياه داخل مبانيهم.

 

تدخلات المياه للمنظمات الإنسانية

على مدى سنوات الحرب الماضية، ومع اشتداد شحة المياه في اليمن، عملت بعض المنظمات الدولية والمحلية العامل في المجال الإنساني على تقديم بعض الحلول التي من شأنها المساهمة في حل جزء من مشكلة المياه التي باتت تؤرق اليمنيين، وتزيد من معاناتهم.

 

منتدى الإغاثة والبناء CRB واحد من المنظمات التي عملت على تنفيذ مشاريع عدّة في مجال المياه والإصحاح البيئي، في عدد من محافظات اليمن، في مشاريع حفر الآبار الارتوازية وبناء الخزانات البرجية، وعمل المضخات بالطاقة الشمسية كجانب من العديد من المساهمات في توفير المياه للمجتمعات الأشد تضررًا بشكل دائم ومستدام، والحفاظ على بيئة نظيفة خالية من المشكلات التي تهدد حياة الإنسان.

 

يقول رئيس منتدى الإغاثة والبناء الدكتور كمال القدمي، “إنّ اسهامات المنتدى في مجال المياه والإصحاح البيئي شكّلت فارقًا مهمًا في حياة المستفيدين من المجتمعات التي تم تنفيذ المشاريع فيها، ولامست احتياجاتهم”.

 

وأضاف “القدمي” لـ “مركز CRB للإعلام الإنساني”، “مشكلة المياه في اليمن متجذّرة، وزاد الصراع من حدتها، ويجب أن تتظافر الجهود المجتمعية مع المنظمات الدولية والمحلية من أجل تجاوز هذه المشكلة التي باتت جاثمة على معظم اليمنيين، بالإضافة إلى ما هم عليه من مآسٍ ومعضلات”.

 

بحسب التقرير السنوي الأخير الذي أصدره منتدى الإغاثة والبناء ونشر على موقعه في الإنترنت، فإنّ المنتدى ساهم بتوفير مصادر المياه النظيفة والمأمونة لما يزيد عن 155 ألف شخص في عدد 7 محافظات يمنية مما ساهم في إعادة الحياة لمناطقهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية.

 

كما أنّ منظمة اليونيسف والمنظمات الدولية الأخرى يركزان في المقام الأول على إعادة تأهيل وتحديث البنية التحتية لإمدادات المياه في المناطق الريفية والحضرية، وكذلك للسكان النازحين داخليًا، ودعم التشغيل والصيانة المنتظمة لمشاريع المياه. وتشمل التدخلات التحول من استخدام الوقود الأحفوري إلى الطاقة الشمسية لتشغيل أنظمة المياه وتقديم حلول مقاومة للمناخ، فضلاً عن استخدام أكثر كفاءة وإنصافًا للمياه من خلال تحسين إدارة موارد المياه.

 

وتعمل المنظمات أيضًا على تعزيز الأنظمة الحكومية لتخطيط خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية وميزانيتها وتنفيذها ومراقبتها من خلال الاستراتيجيات والخطط الوطنية المحدثة وبناء قدرات الموظفين الحكوميين. وفق تصريح خاص من منظمة اليونسيف.

لتحميل التقرير بملف pdf (اضغط هنا)